الأصدقاء الصحافيون والإعلاميون،

السيدات والسادة،

مساء الخير.

يسرني كثيرا أن أحتفل معكم بعيد الفطر، ويطيب لي أن أتقدم بأجمل التهاني إليكم ومن خلالكم إلى عائلاتكم وأصحابكم وجميع الأصدقاء الأردنيين، عيد مبارك!

الأصدقاء الحضور الكرام، منكم الذين من الإعلام التقليدي، ومن الإعلام الجديد، والذين من الصحف والمجلات، ومن التلفزيونات والإذاعات، بعضكم قد زار الصين أكثر من مرة، وبعضكم أصدقاء سفارتنا الجدد. هذا التنوع خير دليل على ازدهار وساءل الإعلام الأردنية من جانب، وعلى الثمار الغفيرة للتعاون الإعلامي بين الصين والأردن من جانب آخر.

رغم المسافة البعيدة بين الصين والأردن، عن طريق الأصدقاء الصحافيين والإعلاميين آمل زيادة الصداقة بين الشعبين وتعزيز التعاون الثنائي.

من خلالكم تُقدَّم الصورة الحقيقية للصين إلى الشعب الأردني. الصين بالنمو الاقتصادي المستمر، والإصلاح الشامل المتعمق، وتقدم التكنولوجيا المتسارع والثقافة النابضة بالحيوية، تمتلك كامل الثقة والقدرة على تجاوز جميع الصعوبات والتحديات والمضي قدما بخطوات ثابتة. تظل الصين مفتوحة القلوب والأبواب على العالم، وتشارك مع العالم السوق الضخم والفرص الجديدة. تتحمل الصين مسؤولية الدولة الكبرى، حيث تتمسك بالتنمية السلمية وتدافع عن الإنصاف والعدالة، وتعمل على التشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية وتنفيذ المبادرات العالمية الثلاثة (التنمية والأمن والحضارة)، بما يضيف الاستقرار إلى العالم المضطرب، ويدفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. لوسائل الإعلام دور حاسم في تقديم الصورة الحقيقية للصين إلى الشعب الأردني بشكل شامل.

من خلالكم تُوصل التطلعات عن التعاون والصداقة بين الصين والأردن. بفضل التوجيهات الاستراتيجية لزعيمي البلدين، شهد التعاون الصيني الأردني تطورا مطردا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والثقافة وغيرها. إذ شاهدنا معا توقيع الحكومتين على مذكرة التعاون في بناء “الحزام والطريق”، واكتمال مشروع إعادة تأهيل طريق السلط - العارضة بالمنحة الصينية، واستثمارات شركات السيراميك والملابس الصينية في الأردن، وعروض الغناء والرقص والسينما والأنمي الصينية في الأردن. الكثير من الشباب الصينيين والأردنيين حققوا أحلامهم في بلدهم الثاني، والعديد من رجال الأعمال تبادلوا الزيارات لتطوير أعمالهم. أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقائه مع ممثلي رجال الأعمال الدوليين مؤخرا في بكين، على أن الثقة بالصين هي الثقة بالغد، الاستثمار في الصين هو الاستثمار في المستقبل. ستتخذ الصين المزيد من إجراءات تسهيلية وتفضيلية للمستثمرين والسياح والطلاب الأجانب، بما يكوّن جسرا بين الصين والأردن لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. آمل من وسائل الإعلام ترويج هذه الإجراءات لتعزيز معرفة الأصدقاء من الجانبين لمعلومات التعاون بيننا.

من خلالكم يكبر الصوت العادل المشترك في المجتمع الدولي. تتطابق مواقف الصين والأردن حيال القضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية والدولية. حيث ندعم بثبات الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وندعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ونثق بأن حل الدولتين هو المخرج الوحيد. كما نرفض التهجير القسري للفلسطينيين ونرفض تسوية القضية الفلسطينية على حساب مصالح الدول الأخرى. ونتعاون في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وندعو إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين دول المنطقة لتحكم المستقبل بذاتها. إن المواقف الصينية الأردنية تمثل المساعي المشتركة للجنوب العالمي. آمل تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الصينية والأردنية لإيصال صوتنا عاليا بشأن القضايا التي تهم النظام الدولي والعدالة.

أمس، أعلنت الولايات المتحدة فرض “رسوم جمركية متبادلة” على الصين والأردن وكافة شركائها التجارية، الأمر الذي أثار معارضة حازمة من دول كثيرة. يرفض الجانب الصيني بشدة تصرفات الولايات المتحدة وستتخذ بكل حزم إجراءات مضادة لحماية مصالحها. تتجاهل الولايات المتحدة توازن المصالح الذي تحقق عبر مفاوضات تجارية متعددة الأطراف وممتدة لسنوات، وتتجاهل الواقع الذي يبين أن الولايات المتحدة جنت فوائد جمة في التجارة الدولية لوقت طويل. تنتهك التصرفات الأمريكية قواعد التجارة الدولية وتمثل التنمر الأحادي بامتياز. نحث الولايات المتحدة على مراجعة أعمالها فورا وحل الخلافات عن طريق الحوار.

الأصدقاء،

في هذه المناسبة، أقدم خالص الشكر لكم، شكرا على متابعتكم الدائمة للصين وتغطيتكم، وعلى جهودكم الكبيرة لترسيخ الصداقة الصينية الأردنية، وعندي كل ثقة وأمل بمواصلة دعمكم الكريم لنا.

سفارتنا ستقدم المزيد من التسهيلات لأداء مهامكم، وخاصة الفرص لاستكشاف الصين بأعينكم. ففي العام الماضي، نظمنا زيارة أكثر من 600 أردني من شتى الأوساط إلى الصين والمشاركة في التدريبات هناك، من بينهم الصحافيون والإعلاميون، بعضهم موجود معنا اليوم. في المرحلة القادمة سنقدم فرص أكثر لكم لزيارة الصين. الصين كبيرة ومتغيرة بسرعة، أتمنى أن تلمس أشياء جديدة كل مرة تزورها، وتروي القصة الصينية الأكثر تأثيرا ودقة بعد عودتكم.

ويحضر حفلنا اليوم الزملاء من وسائل الإعلام الصينية، آمل منكم تعزيز التبادل مع زملائكم الأردنيين وتتعاونون لدفع العلاقات الصينية الأردنية.

الأصدقاء،

هذا العام يشهد الذكرى الـ 10 لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن. تدفع الصين الإصلاح الشامل وتعزيز التحديث الصيني النمط. أما الأردن فيعمل على التحديثات الشاملة. يمكن ويجب على البلدين أن يكونا شريكين لبعضهما البعض في مسار التحديث. وفي هذا المسار لا يمكن الاستغناء عن دور وسائل الإعلام. فنتطلع إلى تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين، لا سيما إيجاد أفق جديد في مجالات الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي والتمكين والتدريب.

وفي الختام، أتمنى لكم عيدا سعيدا وموفور الصحة والعافية وموصول التوفيق والنجاح، وأن نلتقي دائما.

شكرا لكم!