في 21 مارس، ألقى سعادة السفير الصيني لدى الأردن السيد تشن تشوان دونغ محاضرة تلبية لدعوة جمعية الشؤون الدولية الأردنية حول موضوع" الصين والدبلوماسية الصينية "وتبادل مع الحضور .وحضر المحاضرة دولة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الجمعية د.عدنان بدران ،ودولة رئيس الوزراء الأسبق د.طاهر المصري، ومعالي نائب رئيس الوزراء الأسبق د .جواد العناني وكبار شخصيات سياسيًا وأكاديميًا.

استعراضا للتاريخ الصيني وحكايةً عن قصص رحلات تشانغ تشيان إلى المناطق الغربية ،ورحلات تشنغ خه إلى البحار الغربية ،ومعركة طلاس، أشار السفير تشن إلى أن الأمة الصينية تسعى دوما إلى الانسجام العالمي والانفتاح والتسامح ،وتعارض العدوان والتوسع والهيمنة والنهب ،ولم تسجل أي استعمار خارجي في تاريخها ،بل تدفع تقدم الحضارات الإنسانية من خلال نشر التكنولوجيا والثقافة المتقدمة .أمّا تاريخ الصين الحديثة بالتخلص من الأغلال وتغيير المصير فأثبت بشكل واضح أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي الاختيار الصحيح الذي وضعه التاريخ والشعب ،وأن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو المسار الصحيح الذي يتناسب والظروف الوطنية للصين.

قدم السفير تشن الديمقراطية الشعبية كاملة العملية اقتباسا المثال الدورتين السنويتين هذا العام ،مؤكداً أنه لا يوجد نموذج واحد للديمقراطية يناسب البشرية جمعاء .وسلط الضوء على إنجازات الإصلاح والتنمية في الصين في السنوات العشر الماضية من جوانب التغلب على الفقر ،ومكافحة الفساد ،والتنمية الخضراء ،والابتكار التكنولوجي،  مشيرا إلى أن المسيرة التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط تمضي قدما بلا تراجع، كما ستوفر الصين المزيد من الفرص للعالم من خلال تنميتها.

قال السفير تشن إنه تتسارع التغيرات الجسيمة التي لم نشهدها منذ قرن، حيث وقف العالم أمام مفترق طرق تاريخي ،ويتطلب من اتخاذ خيارات صحيحة .تتمسك الصين بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة ،وتلتزم بطريق التنمية السلمية ،وتدافع عن التعددية الحقيقية وتمارسها ،وتعمل على تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتساهم بالحكمة والقوة في السلام والتنمية للعالم.

استعرض السفير تشن تطور العلاقات الصينية العربية والصينية الأردنية في السنوات الأخيرة ،مؤكدا أن الصين تدعم دائما شعوب الشرق الأوسط من أجل استكشاف مسارات التنمية الخاصة بها بشكل مستقل ، وحل الخلافات والنزاعات عبر الحوار والتشاور ،وكونها سادة مستقبل المنطقة ومصيرها .ويعكس استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بدعم من الصين التطلعات المشتركة لدول المنطقة لتحقيق السلام والتنمية ،وسيضخ زخماً جديداً للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط .إن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، مستعدة لمواصلة لعب دور بناء في الشؤون الإقليمية ومن ضمنها القضية الفلسطينية.

وأشار السفير تشن إلى أنه بالتوجيهات الاستراتيجية من زعيمي البلدين ،شهدت الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن تقدما كبيرا .في الوقت الحاضر، استؤنفت تبادلات الأفراد بين الجانبين بشكل شامل ،ونما التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بقوة ،وواجه التعاون السياحي والتعليمي آفاقا واسعة .إن الصين مستعدة للعمل مع الأردن لتنفيذ نتائج القمة الصينية-العربية وتعزيز التوافق الاستراتيجي وتعميق التعاون العملي وخلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية الأردنية.

أوضح السفير تشن مواقف الصين وأجاب على الأسئلة حول العلاقات الصينية الأمريكية، والعلاقات الصينية الروسية ،والعلاقات الصينية الهندية ،والأزمة الأوكرانية، ومسألة تايوان ،وصفة الصين النامية.

لفت الحضور إلى أن محاضرة السفير تشن تجمع بين الماضي والحاضر، وكان المحتويات غنية والمعلومات حيوية ،مما عزز معرفتهم وفهمهم للمنطق التاريخي للإصلاح والتنمية في الصين وكذلك المبادئ والتحركات للدبلوماسية الصينية ،وتطلعوا إلى دور أكبر للصين في شؤون الشرق الأوسط ،وتمنوا أن تستمر العلاقات الصينية العربية والصينية الأردنية في التقدم.