لنجعل شعلة تعددية الأطراف تضيء طريق البشرية إلى الأمام |
2021-02-02 15:35 |
كلمة خاصة لرئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ في الفعالية الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي لأجندة دافوس. الرئيس كلاوس شواب المحترم، السيدات والسادة والأصدقاء: في العام المنصرم، تفشت الجائحة التي أتت فجأة في كل أصقاع العالم، مما شكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة العالمية، وأوقع الاقتصاد العالمي في الركود الشديد، وواجهت البشرية أزمات متعددة نادرا ما تحدث في التاريخ. في العام المنصرم، كانت شعوب العالم تكافح هذه الجائحة الفتاكة بعزيمتها وشجاعتها الهائلة. وأحرز العالم تقدما أوليا لمكافحة الجائحة اعتمادا على العلوم والعقلانية والروح الإنسانية. غير أن الجائحة بعيدة عن الانتهاء، وتصاعدت مجددا في الآونة الأخيرة، مما ألزمنا بمواصلة مكافحتها. على الرغم من ذلك، تحدونا ثقة تامة بأن الشتاء لن يمنع قدوم الربيع، والظلام لن يحجب نور الفجر. لا شك أن البشرية ستنتصر على الجائحة وتخرج أقوى منها وتتقدم إلى الأمام. السيدات والسادة والأصدقاء! يمضي التاريخ قدما إلى الأمام دائما، ولا يعود العالم إلى ما كان عليه. كل خيار وخطوة نتخذها اليوم ستقرر مستقبل العالم. فمن المهم أن ننجز المهام الأربع التي تواجه الناس في عصرنا. أولا، تعزيز التنسيق في السياسات الاقتصادية الكلية، وتضافر الجهود لتحقيق النمو القوي والمستدام والمتوازن والشامل للاقتصاد العالمي. تعاني البشرية الآن من أخطر كساد اقتصادي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتكبدت جميع اقتصادات العالم خسائر فادحة في آن واحد ولأول مرة في التاريخ، وتعثرت سلاسل الصناعة والإمداد في أنحاء العالم، وشهدت التجارة والاستثمار ركودا مستمرا. رغم الإجراءات الاقتصادية الإغاثية المتخذة من الدول المختلفة بقيمة تريليونات دولار أمريكي، غير أن الانتعاش الاقتصادي العالمي ما زال هشا، وأفقه ما زال غامضا. فنحتاج إلى تركيز الجهود على الأولويات الحالية، والتوفيق بين احتواء الجائحة والتنمية الاقتصادية، وتعزيز الدعم للسياسات الاقتصادية الكلية، بما يخرج الاقتصاد العالمي من غيوم الأزمة في يوم مبكر. كما نحتاج إلى النظر إلى المستقبل والتصميم على تغيير القوة المحركة والأنماط للاقتصاد العالمي وتعديل هيكلته، بما يضمن سير الاقتصاد العالمي على طريق النمو الصحي والمستقر الطويل المدى. |