中文 English الاتصال بنا الأرباط المعنية
   صفحة رئيسية  > الأخبار
كلمة السفير قاو يوشينغ في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية
2015-03-16 16:28

سعادة العميد محمود ذوقان المطر آمر كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية،

أيها الأصدقاء والحضور الكرام،

تربط الصين بالعالم العربي عرى الصداقة التاريخية. اذ كان أجدادنا قاموا منذ زمن بعيد بالتواصل التجاري والثقافي عبر "طريق الحرير" و"طريق البخور". أما في العصر الحديث، فظل الجانبان يتبادلان التعاطف والتضامن سواءًا كان في النضالات الرامية إلى تحقيق الاستقلال الوطني والدفاع عن الكرامة القومية أم في مسيرة إنشاء النظام السياسي والاقتصادي الدولي الجديد المتسم بالعدالة والإنصاف. فإن سجل التواصل بين الصين والدول العربية هو سجل للتعاطف والتضامن والتعاون. وظلت الصين تنظر إلى الدول العربية بنظرة إستراتيجية، وتتخذ تعميق وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الدول العربية كإحدى أولويات الدبلوماسية الصينية. وتتلخص السياسة الصينية تجاه الدول العربية في 3 عناصر جوهرية:

أولا، الدعم الثابت للقضايا العادلة للدول العربية. يرى الجانب الصيني أن القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط. وطالما تستمر هذه القضية دون تسوية، فلن يتحقق السلام بين الجانبين العربي والإسرائيلي ولن يسود الشرق الأوسط استقرار. وكانت الصين قبل 60 عاما، قد اتخذت الدفع بتسوية القضية الفلسطينية كخطوة هامة لدعم حركات التحرر الوطني في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقبل 25 عاما، أصبحت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وقبل 11 عاما، قامت الصين بتعيين مبعوثها الخاص لقضية الشرق الأوسط، وقام المبعوثون الصينيون للدورات الأربع المتعاقبة بعشرات الزيارات لبذل المساعى الحميدة بين مختلف الأطراف المعنية، وفيما يتعلق بقضية طلب فلسطين صفة المراقب في الأمم المتحدة في سنة 2013، كانت الصين الدولة دائمة العضوية الوحيدة في مجلس الأمن التي شاركت في تقديم مشروع القرار بالتضامن وصوتت له. ولقي موقف الصين العادل من القضية الفلسطينية تقديرا واسعا لدى الشعوب العربية. وقال أمين عام الجامعة العربية الحالي نبيل العربي مرارا: "إن الصين الدولة الكبيرة الوحيدة التي ظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني."

ثانيا، الالتزام بتطوير التعاون المتكافئ مع الدول العربية على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. ظلت الصين تسلك طريق التنمية السلمية بكل حزم، تنتهج بثبات سياسة خارجية سلمية ومستقلة، وتعارض الهيمنة وسياسة القوة بكافة الأشكال. وتتمسك بالمبادئ الخمسة المتمثلة في "الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي" كثوابت الدبلوماسية الصينية. وستستمر الصين في التواصل مع الدول العربية على أساس المبادئ الخمسة المذكورة، وستبقى إلى الأبد شريكا مخلصا وصديقا موثوق به للدول العربية.

ثالثا، الالتزام بمبدأ المنفعة المتبادلة والكسب للكل، ودفع التنمية المشتركة مع الدول العربية. توجد بين الصين والدول العربية مزايا كثيرة للتكامل الاقتصادي وإمكانيات واعدة للتعاون. وعلى مدى السنوات الطوال، قطع التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين أشواطا متقدمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية، مما أتى بفوائد ملموسة لشعبي الجانبين. كما دأبت الصين بتقديم مساعدات إقتصادية إلى الدول العربية بشكل مستمر، ونفذت في إطار المساعدات مشاريع طرق وجسور وملاعب ومراكز مؤتمرات وقنوات مائية وسدود ومصانع ومدارس ومستشفيات، وقامت بتدريب 14 ألف شخص للدول العربية، بما فيهم الموظفون الحكوميون والفنيون من كافة التخصصات. ويوجد الآن حوالي 400 طبيب صيني في الفرق الطبية الصينية الموجودة في الجزائر واليمن وغيرهما من الدول العربية.

بفضل هذه السياسات والجهود المشتركة من الجانبين، شهدت العلاقات الصينية العربية تطورا سريعا ومستمرا، بل وحققت قفزة تاريخية في القرن الجديد.

وفي المجال السياسي، شهد مجمل العلاقات الصينية العربية تقدما مستمرا. اذ أقامت الصين على التوالي علاقات التعاون الاستراتيجية مع كل من مصر والجزائر والسعودية والإمارات وقطر، وفي عام 2010، أقام الجانبان الصيني والعربي علاقات التعاون الإستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي. وتبادل الجانبان التفهم والدعم في القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بفلسطين وإيران وسوريا والأزمة المالية العالمية ومكافحة الإرهاب، حيث جرى التنسيق والتعاون فيما بينها على نحو جيد.

أما في مجالات الإقتصاد والتجارة والطاقة، فيزداد التعاون العملي بين الجانبين بشكل مستمر. حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، والدول العربية سابع أكبر شريك تجاري للصين. بلغ حجم التبادل التجاري 251.18 مليار دولار في السنة الماضية، بزيادة 5.16% عن سنة 2013، يعني 11 ضعفا لما كان عليه في عام 2001. ويبلغ إجمالي الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية 2.1 مليار دولار في سنة 2014. وبالإضافة إلى ذلك تعتبر الدول العربية أهم شريك للصين في مجال الطاقة. في عام 2014، استوردت الصين منها 137 مليون طن من النفط. عليه فإن روابط التعاون بين الجانبين ستزداد توثقا أكثر وأكثر.

وبالنسبة لمجا